www.alkader.net الموقع الرئيسي
اهلا وسهلا بك في المنتدى من فضل قم بالتسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

www.alkader.net الموقع الرئيسي
اهلا وسهلا بك في المنتدى من فضل قم بالتسجيل
www.alkader.net الموقع الرئيسي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

انتخابات العراق والأعلام(الجزيرة والعربية وتدعوان للديمقراطية في الخليج! د. نوري المرادي

اذهب الى الأسفل

انتخابات العراق والأعلام(الجزيرة والعربية وتدعوان للديمقراطية في الخليج! د. نوري المرادي Empty انتخابات العراق والأعلام(الجزيرة والعربية وتدعوان للديمقراطية في الخليج! د. نوري المرادي

مُساهمة من طرف مدير الموقع السبت مارس 13, 2010 4:34 pm

انتخابات العراق والإعلام (العربية والجزيرة تدعوان للديمقراطية في الخليج!)



د نوري المرادي



أخذنا شرم الشيخ بسهولة!

طائراتنا تدك تل أبيب دكا فضيعا!

استعدنا القدس وأسرنا ألوف الصهاينة!

جنودنا غادروا الجولان زحفا لاحتلال طبريا!

الجماهير الملايينيّة العراقية تنتخب أياد عـلاوي!



والديباجات الأربع الأولى هي برقيات عاجلة بثتها إذاعة "صوت العرب" المصرية يوم 7 حزيران 1967 وبعد ساعات فقط من تدمير الطائرات الإسرائيلية لجميع مطارات مصر وبعد أن عبرت قوات الصهاينة قناة السويس واحتلت شرم الشيخ وكل الجولان حتى وصلت العقبة، ومن الجبهة الشمالية احتلت القنيطرة والجولان كله. وكان هذا السقوط المهني المريع على الساحة الإعلامية، سيتخذ عبرة، خصوصا وقد تبين بعد خمسة أيام فقط من هذه البرقيات العاجلة حجم النكسة التي أصابت الجيوش العربية وأنظمتها الحاكمة، والتي لم تزل آثارها تخيم على المنطقة لأربعة عقود ونيف.

أما الديباجة الأخيرة فهي برقية عاجلة من فضائية الشرقية في الرابعة مساءً من يوم 7 آذار 2010 أي خلال ما سمي بالتصويت في انتخابات ما سمي بمجلس النواب العراقي.

وقبل الخوض في هذا أذكر أن يوم 28 أيلول سبتمبر 4 2009 نشرت العشرات من المواقع والفضائيات خبرا يقول: "دعت مفوضية الانتخابات منذ شهور المواطنين لتسجيل أسمائهم ليحق لهم التصويت في انتخابات آذار 2010 وأصدرت بطاقة الناخب التي تمثل سجل معلومات، وضاعفت عدد مراكزها وكثفت الحملة الدعاية في كل وسائل الإعلام وأرسلت الفرق الجوالة إلى كل المناطق ومددت فترة التسجيل لأربعة أشهر. كما انتشرت في بغداد خلال الأيام الماضية لوحات إعلانية تحمل تواقيع الأحزاب والكيانات السياسية تدعو العراقيين إلى مراجعة مراكز المفوضية لتسجيل أسمائهم للتصويت. مثلما كثف سياسيون ورجال دين جهودهم لحض الأهالي على تحديث سجلات الناخبين، وأصدرت المرجعيات الدينية في النجف بالإضافة إلى خطباء المساجد بيانات تحض على تسجيل الأسماء. ودعا نوري مالكي العراقيين إلى التسجيل بكثافة وطالبهم بالتوجه إلى مراكز تسجيل الناخبين قبل انتهاء الفترة المحددة في 30 أيلول سبتمبر الجاري لأن عدم تسجيل أسمائهم يحرمهم من التصويت. لكن رغم كل هذا أقرت المفوضية المستقلة العليا للانتخابات في العراق بتدني نسب التسجيل، حيث في المراكز الـ 1083 (مقابل 550 مركزا في انتخابات 2005) ومن أصل 18 مليون و900 ألف ناخب يحق لهم التصويت سجل 678 ألف فقط أسماءهم للمشاركة في انتخابات آذار 2010. وهي نسبة متدنية جداً لم تتوقعها المفوضية وستتيح المجال للطعن في صدقية الانتخابات من جهة، وزيادة احتمالات التزوير" 1

وعلى هذا البيان وفي حلقة (خبر وتعليق 593) ليوم 4 تشرين الأول 2009 كتبت: "وهكذا، فالمفوضية مددت الوقت المحدد مرتين وضاعفت عدد المراكز لتسهيل قدوم المواطنين، ومع ذلك وعشية إغلاق هذه المراكز لم يسجل سوى 678000 ألف مواطن للمشاركة في انتخابات آذار 2010، وهذا خلال أربعة اشهر عمليا. أي أقل من 6 مسجلين في اليوم الواحد في المركز الواحد! وحيث لا يمكن زيادة هذا العدد كما تنص لوائح وقوانين انتخابات الغلمان، فعدد المشاركين بهذه الانتخابات أقل من 3% من مجموع الذين يحق لهم التصويت! فتصوروا! لكن كل هذه المعلومات لا تعني شيئا بتاتا. وكل هذه الحقائق في جانب، وما سيحدث في جانب آخر تماما. فأبواق المتاعتة والمسايرة ستعود وتعلن كما أعلنت للمرات الأربع السابقة أن نسبة المشاركة في الانتخابات تخطت 90% وأن 14 مليونا من الشعب العراقي أنتخب هذه الحكومة (القادمة) وبرلمانها. ألم ترهم لازالوا يقولون أن سيدنا العباس أبو فاضل قتل 14 ألفا بجرة سيف واحدة يوم الطف؟! ألا تراهم لازالوا مصممين على أن عدد زوار كربلاء في عاشوراء يتخطى 7 ملايين شخص في كل زيارة، وأن هؤلاء الزوار يتمركزون عادة في الشارعين قرب الضريح فقط. رغم أن كل شوارع كربلاء لا تتسع لأكثر من 20 ألفا! " 2

ويا لصدق التوقع!



فعن هذه انتخابات آذار 2010 كتب "سِكِن باصات ثورة - كاظمية" قائلا: "لقد كانت معركة الحق ضد الباطل، والخير ضد الشر، والسلام ضد الحرب، والجمال ضد القبح، والشمس ضد الظلام، لقد كان نصرنا أمس مدوياً، حيث مضى العراقيون بالملايين إلى مراكز التصويت،، فدعونا نحتفل جميعاً بنصر الحبر البنفسجي على لون الدم، ونهتف عالياً للنصر العراقي." 3

وهذا السيد مؤيد الآن لعلاوي، بعد أن افترض أن حظوظ أخيه وحبيبه 4 نوري مالكي باتت أقل مما توقعه. وعموما فلا عتب على من مدح صدام بأغنيتي "بلغ سلامي يا بطل، عل الوالده وعل الوالد وعلى العزيز القائد صدام" و" امنين طلعت الشمس مناك من العوجه" ثم شتمه، وعمل مع عدي محررا، ثم تبرأ، وسرق ثم أعلن نفسه معارضا. ولا خير في من تغنى بفحولة العراقيين وقواهم الجنسية) 5

ما أعنيه، أن ترهات بهذه الشكل، لا تغني وتسمن. ومثلها ترهات فضائية "الفرات" التي ظهر مذيعوها بابتسامات عريضة على جهرهم يعلنون الأخبار العاجلة عما حققوه من قبيل: "عاجل: الائتلاف الوطني العراقي يتقدم في الكوت وبفارق غير كبير تأتي دولة القانون بعدها. عاجل: بغداد صوتت للإتلاف الوطني العراقي ودولة القانون والعراقية متأخرة عنهما بشكل كبير. عاجل: تفوق الائتلاف الوطني العراقي في الديوانية بنسبة تزيد من 55% في الأرقام الأولية. عاجل: تفوق واضح في محافظة العمارة لصالح الائتلاف الوطني العراقي. عاجل: شبكة عين: فوز الائتلاف الوطني العراقي في ذي قار بنسبة 48%. النتائج الأولية للانتخابات في قضاء الميمونة بميسان. عاجل: هادي العامري : الائتلاف الوطني يتقدم في ديالى بحسب الفرز الأولي للأصوات. عاجل: نتائج بعض المراكز الانتخابية في محافظة البصرة تظهر تقدم الائتلاف الوطني العراقي. عاجل: تفوق الائتلاف الوطني في جبلة على رقبائه الآخرين. عاجل: انتهاء العد الأولي في أربعة مراكز في شمال الحلة يبرز تفوقا كبيرا للإتلاف الوطني العراقي" 6

وهذا أيضا لا يهم. لأن فضائية "الفرات" مسيسة أصلا وتتبع آل العقور الحكيم. وما اعتدّ متابع قط بعهدتها، خصوصا وهي صاحبة الأرقام الملايينية التي تدعيها عن زوار كربلاء. ويجري هذا فضائية "العربية" التي استحقت الاسم "العبرية" عن جدارة لملكيتها المشتركة بين ثريين سعودي وإسرائيلي ويسيرها جهاز إعلامي متخصص أغلبه من يهود صهاينة.

ما أعنيه لا عتب عمن أعلن نفسه وانتماءه جهارا نهارا ولم يخف يوما توجهاته الإعلامية.

إنما العتب على فضائيتين، أضعفت رهاننا عليهما إلى درجة مخيبة.

وهما "الشرقية" و "الجزيرة".



وقد كنا نأمل من الشرقية أن تكون وجها إعلاميا عراقيا صادقا ولو بنسبة 40%. ومن الجزيرة أن تبقى فقط على ما كانت عليه في الشأن العراقي من انحياز للوقائع.



ولكن!



فرغم إعلان المفوظية العليا للانتخابات أعلاه 1 عن عدد المسجلين للانتخابات، ورغم أنها نشرت هذا ضمن أخبارها وعلى موقعها، فقد نشرت فضائية الجزيرة ما أرادت عرضه كحقائق من موقع الحدث، فادعت مرارا يوم 7 آذار 2010 أن: "19 مليون ناخب عراقي يتوجهون (وأحيانا تقول يزحفون) إلى صناديق الاقتراع" ثم نقل مراسلها من بغداد يقول: "إن الإقبال على التصويت كثيف جدا" وما إليه من مبالغات وتهويل رغم أن ما ظهر من مراكز تصويت لا يثبت ولو عشر ما تدعيه.

كما نقل مراسل الجزيرة من السليمانية المبالغات ذاتها، ولكن بملامح بشر عظيم. وحيث ليس للجزيرة مراسل في الفلوجة، لذاها نشرت على شريطها الناقل ما ادعته فضائية الشرقية من " إقبال شديد في الفلوجة على التصويت وعلماء دين من المساجد يحثون المواطنين على التصويت". لكنها أبدلت كلمة "يحثون" بـ "يناشدون". هذا علما بأن خطيب مسجد واحد وتابع إلى طارق هاشمي هو فقط من نادى، ولمدة ربع ساعة، وهرب بعد سماعه لصوت قذيفة. وفي الساعة الرابعة أي قبيل إغلاق التصويت بساعة، اتصلت الجزيرة بمراسلها الكردي في أربيل فأعلن لها على الهواء وجهارا قائلا: "إن الاقبال على التصويت هناك ضعيف جدا وأن العديد من المراكز بقيت مقفلة".

والظاهر أن هذا المراسل لم يفهم التعليمات التي أعطيت له بأن يزوق ويبالغ في الحسنات. إنما، عندها فقط، بدأ اندفاع الجزيرة يخف، ثم تراجعت أخبارها عن هذه الانتخابات إلى الدرجة الثانوية، ليغيب بعدها النقل المباشر كليا ليحل بدله خبر عام يقول " يصوت العراقيون اليوم لانتخاب برلمانهم الجديد،، الخ".

ومعلوم أن تفخيم أخبار هذا الانتخابات والتغني بها يراد منه إظهار الشعب العراقي وكأنه سعيد وما بقي لديه من مشاكل سوى أن ينتخب. ومن هنا، نتساءل عن مصلحة فضائية كالجزيرة كانت أول من ناهض الاحتلال في هكذا سياسات؟ وهي على أية فضائية وضعها المتابعون العرب كمصدر أساس للأخبار، واعتبروها من بشائر ودلالات سيطرة العرب على مفاتيح الإعلام عالميا، هكذا فضائية لا ندري مصلحتها في الانحياز إلى حفنة عملاء تسيّسوا لخدمة احتلال بغيض. عملاء، كان أول شيء فعلوه بعد 9 أبريل 2003 هو إغلاق مكتب الجزيرة في بغداد، وهم أكثر من يشتمها والقائمين عليها. وكل مجلس نواب غلمان العراق السابق شتموها، وهم ذاتهم المرشحون إلى هذه الانتخابات، وسيشتموها بل ويعتبروها مدمرة للعراق ومصدر الإرهاب فيه حين يفوزون.

والأنكى من هذا كله أن تتعاون فضائية الجزيرة "القطرية" مع فضائية "الشرقية" السعودية والتي طعن رئيسها ومالكها السيد سعد البزاز بعِرض عائلة أمير قطر تنفيذا لأمر سعودي. بل لا نعلم كيف تناغم الإعلام القطري عبر الجزيرة، مع الإعلام السعودي عبر العربية والشرقية وتعاونا على هدف واحد وهو تزويق وتجميل انتخابات العراق، بينما يفترض أن يكون تعاونهما فيه من سابع المستحيلات، نظرا لاختلاف توجه العائلتين الحاكمتين في البلدين إلى حد العداء الدفين.

اللهم إلا إذا لم يعد لأمير قطر من ميانة على الجزيرة.



دعك من الاستقلالية!

فلا استقلالية في الإعلام.

فأما أن تنحاز إلى الحقيقة فتحترم، وأما أن تنحاز إلى الدعاية وتنساق خلف السياسة، فتلتحق بمجموعة "روتانا" لتجارة الأجساد والـsms . وانحياز فضائية الجزيرة إلى الحقيقة هو الذي سودها على الإعلام العربي. بدليل أن إمكانيات فضائية "العربية" أعلى وأتقن وأحدث منها بعشرات المرات، ومع ذلك ينظر المتابعون إلى "العربية" كإعلام ثانوي ووجهة نظر إسرائيلية تافهة وحسب.



ما أعنيه أن فضائية الجزيرة، وبانحيازها إلى انتخابات الغلمان وتفخيمها المفعم بالغزل لأخبارها، هذا الانحياز خطأ كبير، حتما لن تقع به "الجزيرة" ثانية. ذلك، أن قسم الأخبار في فضائية الجزيرة أو شخص شبيه به، سيعجز حتما عن الجواب على سؤال خطير وهو:

أنتم يا ساسة ومدراء أخبار الجزيرة أساتذة إعلام لا يشق لكم غبار وتعلمون أثر نبرة المذيع وملامحه ومعاني ما بين سطور كلامه ومضامينه وتوقيته على المتلقين. وأنتم تعرفون أن الثراء شيء والديمقراطية شيء آخر. ومن هنا، فانحيازكم المفعم غزلا وهياما لانتخابات العراق يوم 7 آذار 2010 وتزويقكم الذكي لوقائعها، هذا الانحياز والمخالف للواقع على أية حال، أليس في حقيقته أنكم تؤمنون بهذه الانتخابات كتجربة ديمقراطية حقة لذلك سلطتم الضوء عليها كتذكير ضمني إلى شعوب الخليج وتحريض لأن تنقلب على حكامها الثيوقراطيون وتسقطهم أو تجبرهم على مثلها على الأقل؟!

هذا توجه منكم، ولا تدعوا أنكم مغلوبون على أمركم، لأن رئيس مجلس إدارة شركات الجزيرة كلها هو ابن عم أمير قطر، ومحال أن يحرض عليه أو على حلفائه في الخليج!

وسأعود إلى الحديث عن هذا لاحقا، ولات ذكاء أو تذاك!

والسؤال ذاته موجه إلى فضائية "العربية" التي يرزح شعب الجزيرة تحت كابوس ثيوقراطية حكامه - مالكي "العربية" وأصبح في أشد الظمأ لرائحة الديمقراطية.



وأعود وأذكر، إن إعلام الخليج بتغنيه بفذلكات أمريكا في العراق ودفاعه المستميت عنها، يشجع أمريكا أو حليفتها إيران لأن تفعل في دول الخليج ما فعلته في العراق. وعندها لات ساعة مندم! إنما أعود وأفترض أن انحياز الجزيرة إلى انتخابات الغلمان خطأ فاحش خرج عن الأطر المعلومة لانحياز الجزيرة لوقائع الأخبار. بدليل أنها عادت ليلة أمس وأعلنت أن: "نسبة المشاركة في هذه الانتخابات لا تتعدى 50%" 7



أما فضائية "الشرقية" فتزويقها لتلك الانتخابات ومدحها لأحد رموزها ليس أخرجها عن المهنية وحسب بل وأسقط ممدوحها – أياد علاوي إلى أسفل سافلين.

وبشأن سلوك الشرقية عموما وفي هذه التي تسمى انتخابات حصرا نسجل الملاحظات التالية:



أولا

إن التعاون بين مدير ومالك فضائية الشرقية السيد سعد البزاز مع العائلة السعودية معلوم مثلما معلوم أيضا أن هذه العائلة تحملت الجزء الأكبر من تمويل "الشرقية". لذا وحين ظهرت هذه الفضائية، كانت مكتملة الأركان من حيث الطواقم والسياسة الإعلامية وأنواع البرامج والتخصص والإدارة والإشراف. بينما فضائية الجزيرة التي مولتها الدولة القطرية مثلا، لم تكتمل فيها هذه الأركان إلا بعد العام الرابع لتأسيسها. والشرقية إذن منحازة إلى السعودية قلبا وقالبا. وهو انحياز ما كان ليعتبر طالما غطته ببرامج أخرى، أو أخذ كتحصيل حاصل ونتاج لهذه المرحلة المشينة من الوضع العربي الرسمي، هذا الوضع الذي يكفي مؤشرا عليه أن زعماء عرب يستقتلون تفانيا في خدمة عدوهم.



ثانيا

ولم يطلب أحد من "الشرقية" مناصرة المقاومة الوطنية العراقية. بل قد أفرح الوطنيين العراقيين نقدها الصريح السابق للاحتلال وحكومته، ونقلها لوقائع الساحة العراقية، والذي ينفي دعوات غلمان الاحتلال عن "عراق مستقل حر جديد ينعم بما تحسده عليه الفراديس!!".

لكن سقوط "الشرقية" في مستنقع 7 آذار 2010 وإلى هذه الهاوية كان حقا خارج التوقع.

فإدارة وطواقم هذه الفضائية يعلمون حتما أن العراق محتل وأن المحتل الأمريكي وحين شعر بمأزقه بدأ يلجأ إلى فذلكات مستهلكة. وهي فذلكات لن تنجح، وإن حدث وأخطأ الدهر فنجحت فلن تلتزم أمريكا بتبعاتها. بدليل تجارب أمريكا في كل البلدان التي احتلتها. ومن هنا، وفي العراق حصرا قد أوثقت أمريكا غلمانها بعهود ومواثيق ولطخات من حياتهم الشخصية، فلم يعد ممكنا لهم التصرف خارج إملائها.

من هنا فمديح هؤلاء الغلمان لا يحل مشاكل الشعب العراقي إطلاقا. مثلما لن ينفع المدح المرشحين ولن يعينهم على فوز. لأن خسارة العراق بالنسبة لتحالف أمريكا وإيران هو قضية حياة أو موت، ولن يترك هذا التحالف الزمام حرا لا لانتخابات ولا لأفعال مناهضة. الأمر الذي يعني أن نتائج هذه الانتخابات محسومة مقدما ومعلوم من سيترشح فيها أخيرا. وهذا أمر يعلمه صبيان العراق. ولا يعقل أن صبيان العراق أذكى من إدارة سياسات فضائية الشرقية.



ثالثا

والمرشحون في هذه الانتخابات، وعلاوي على رأسهم، هم الذين أتوا بالاحتلال إلى العراق وبسببهم تشرد وقتل واستشهد أو تيتم أكثر من 7 ملايين عراقي ناهيك عن السرقات وتخريب البنية التحتية ونسيج المجتمع كله. ومن يتسبب بهكذا مأساة من المحال أن يعالجها، ما بالك وهو تحت خدمة المتسبب بها– المحتل الأمريكي. ومن هنا، وعلى قياس علاوي، فهو واحد من ستة عملاء مجرمين تسببوا بهذه المأساة الكبرى على العراق، ومن المضحك أن يقتنع أحد بأنه سينقذ العراق منها لو انتخبوه.

ما بالك وقد جربنا هذا العميل المجرم وعاش العراقيون ما فعل.



رابعا

وهذه الانتخابات لها مهمتان، يعلمهما الصبي الغرير.

الأولى هي تعميق تقسيم المجتمع وتقوية إمكانيات احترابه داخل الطائفة وبين الطوائف. وقد بدأت بوادر الصراع في الاحتراب الإعلامي أولا بين قوائم الجانب الشيعي (أطلع على موقع براثا مثلا) مثلما بين قوائم الجانب السني، وبين قوائم الكرد، لينتهي بصراع عسكري فيبرز من كل طائفة القوى الذي لن يوقفه أحد في سعيه إلى الفدرلة. وقد بدأ احتراب طالبان وبرزان في تسعينيات القرن الماضي بتراشق إعلامي، وقد احترب الصدريون والمالكيون إعلاميا أولا، وهكذا.

والثانية، وهي الأهم، أنها نقلت الصراع الوطني من ضد الاحتلال، أي من شكله مع قوة خارجية غازية، إلى صراع وطني داخلي، بين من فاز ومن خسر. وتركت العلة الأولى والأساسية والمتكونة من أربعة أطراف، وهي: أن العراق محتل، وهو يقع تحت البند السابع، وأن قد سرقت منه 450 مليارد دولار من لقمة عيش شعبه، ستنسي هذه الانتخابات هذه السرقة وتشرعن وتحصن اللصوص وبينهم علاوي أو تعصمهم من الحساب، وأنه صار منذ أشهر تحت وصاية "لجنة تشخيص مصلحة النظام" الإيرانية. ويوم أمس، وبينما بعض المساكين مخدوعين يتغنون بالإدلاء بأصواتهم، صرح لاريحاني علنا بأن إيران " لن تسمح لأمريكا بالتأثير على انتخابات العراق"

ومن هنا فالبشائر التي زفتها الشرقية عن هذه الانتخابات، هي فعل لا يقل عن الاحتلال جرما، إن لم يكن أشد.



خامسا

إن دعم "الشرقية" للمجرم أياد علاوي تحديدا في هذه التي سمتها انتخابات فهو خطأ مهني أسقطها بما لن تنفع معه هداياها إلى فقراء العراقيين. فهذا المجرم اعترف أنه خدم 14 جهاز مخابرات من بينها الإيرانية ليمهد لغزو العراق. والأهبل فقط من يعتقد أن إيران لم تأخذ عليه المواثيق وتسجل عليه الوصمات بما يمنع مخالفتها ولو تفكيرا. ومن هنا فحتى لو تجاوزنا كل المحالات وفاز علاوي بأصوات 14 مليون عراقي، فلن يكون غير عميل إيراني مجرم، سوى أنه دون عمامة.



سادسا

إن الداعم الأساس للمجرم أياد علاوي، هو التيار المرتد من حزب البعث الذي باع صدام بخسا إلى المحتلين. أي التيار الملتحف عباءة الراحل عزت الدوري. وهذا التيار وحين أسس مجالس الديوثين لم تعد له قوة يستجير بها حين تنقلب عليه الأمور. وقد انقلبت، وصار منتسبوه أو أصدقاؤه عرضة للطرد أو التصفية أو التشريد من البيوت والمدن. ولا بكاهم أحد أو ناصرهم أو عصمهم من المصير المحتوم. ولازالت إيران خلفهم حتى تنهيهم من العراق تماما. وقد حشت مفاصل الوزارات السيادية والجيش بعناصرها، فلا يعود لمن يتحجج بأنه سيكون وطنيا، إذا انتخبوه، أن يفعل شيئا. بل إن علاوي لو أدرك المرتدون، هو أصلا مصيدة للبعث هو يكشفهم أو هم ينخدعون فيناصروه علنا أو يؤيدوه باقتراع، لتلتقطهم هذه المخابرات فردا فردا. وقد نجحت في هذا أيما نجاح. ناهيك بأن أمريكا منحت العراق لإيران تديره عنها، ولن تنقلب على هذا لأجل عضروط منديل انتهت صلاحيته كعلاوي، حتى إذا لم يكن علاوي عميلا إيرانيا. وتغني الشرقية بشمائل هكذا عضروط، هو سقوط مهني مريع، ما بالك وبدفع وتمويل من السعودية، وعلى مرأى ومسمع من إيران وغلمانها.



ثامنا

ومجلس النواب الحالي تقاسم كعكة العراق وتنعم واستغنى. ولن يتخلى عن سلوكه. والمثل يقول " لا البغي تتوب ولا الماء يروب"، والنواب في هذا المجلس هم المرشحون لانتخابات 7 آذار 2010. وحيث الكعكة محدودة الحجم، فلن يسمح الآخرون بأن يبتلع علاوي الكعكة لوحده. وسيمنعونه بالسلاح، لو تعلم الشرقية. وتغنيها به إذن، هو قبض ريح.



تاسعا

وهي الطامة الكبرى. إذْ أن مجلس نواب الغلمان مطوفن ومكوتن قانونا. ومقاعد كل طائفة محددة بدقة سلفا. وعلى سبيل علاوي مثلا، فهو ضمن الطائفة الشيعية، مثله مثل حزب حميد مجيد طواطة الشيوعي. ولن تنفعه علمانيته ولا عمالته. وعلاوي ينافس ثلاثة كيانات شيعية كبرى هي "مقتدى عمار" و "مالكي" وكتلة خليط من أياد صخام الدين وحميد مجيد،، الخ. ومن هنا فحتى لو فاز علاوي بكل الأصوات فله فقط ربع العدد المحسوب على الشيعة من مقاعد، أي ما دون الأربعين مقعدا. ودعم الشرقية له إذن، قيمته 40 مقعدا بالكثير، لا هي تؤثر على سياسة ولا نصف سياسة.



عاشرا

لقد سجلت مئات الطعون ة خلال سير ما يسمى التصويت خارج العراق وداخله، وخلال أيام التصويت ومنها مثلا: "عدم ظهور أسماء آلاف منتسبي قوى الأمن الداخلي والجيش والشرطة في الانتخابات الخاصة، ضياع أسماء آلاف العراقيين في خارج العراق وعدم السماح لهم بالاشتراك بالانتخابات بسبب الجواز ج، محدودية البلدان التي شملتها، قيام بعض المسؤولين عن مراكز الاقتراع بملأ استمارات الانتخاب للناخبين بدلا عنهم، قيام بعض الكيانات وعبر ممثلين بالاشتراط لنقل الناخبين لصالح قائمة ما وإلا لا ينقلون، سهولة إزالة الحبر على أصابع الناخبين والانتخاب مرات عديدة، تشابه في أرقام العديد من إقفال صناديق الاقتراع بحيث يمكن لمفتاح واحد فتح عددا منها وتغيير الاستمارات أو إضافة البعض عليها، إهمال المهجرين داخل العراق، لم يجد آلاف الأشخاص أسماءهم في المراكز التي سجلوا فيها وظلوا يتنقلون من مركز إلى مركز من دون جدوى، تحديد عمل أجهزة الإعلام في عدد من المراكز الانتخابية وعدم السماح لها بالتجوال بحرية، إغلاق بعض المراكز الانتخابية، اكتفاء المفوضية بتلقي أخبار الخروق دون معالجة ميدانية، تسابق الكيانات بإعلان فوزها لفرض الأمر الواقع، ترويج الأكراد بإجماعهم على ترشيح جلال طليباني لرئاسة العراق مرة ثانية، وترويج معلومات عن الوضع بعد الانتخابات بأنه سيكون معقدا وسوف يستغرق تشكيل الحكومة عدة اشهر من اجل الضغط على الأطراف للإبقاء على الطريقة التي شكلت بها الحكومة السابقة" 8

وهكذا طعون كافية لأن تنسف أية انتخابات في العالم. ومن هنا، فالمهنية تقتضي من الشرفية أو أي إعلامي شريف ليس أن يتغنى ويمتدح وإنما أن يركز على هذه الطعون ويوقف المتمادين عند حدودهم، إذا كان الطموح بناء ديمقراطية صادقة ولو بنسبة 50%.



لكن الشرقية رغم كل هذا لم تفتأ يوم 7 آذار 2010 تزف ومنذ الظهيرة التباشير بفوز علاوي في هذا المركز وذاك. بل وفي فلتة مهابيل فتحت الاتصال المرئي مع مراسلها في كربلاء فقال: "جماهير كربلاء المليونية تزحف إلى صناديق الاقتراع لتقول رأيها في هذا اليوم الجميل، والجميع يتوقع لقائمة العراقية فوزا كاسحا". وفاتها وهي تعمه في هذا السفه، أن المركز الانتخابي الذي ظهر خلف المراسل كان فارغا، وفاتها أن كل نفوس كربلاء أقل من مليون مواطن، نصفهم فقط في سن تؤهله للتصويت!

ثم بعدها صارت تبث الأخبار القصيرة تحت عنوان "عاجل" وكل خبر منها شغل نصف الشاشة تقريبا. وفيها زفت التهاني والتباريك بفوز علاوي، وعلى خلفية كل منها مشهد حي، بشكل مقابلة بين مراسلها وعابري السبيل. وفي أغلبها مرت التزويقات المهيأة مسبقا، حيث يطلب المراسل من عابر السبيل أن يمتدح مقابل أن يظهر على الشاشة، فيقبل. لكن مراسلها في الأنبار (أو هكذا تدعي) ظهر أمام مركز تصويت أغلق للتو بسبب نهاية الفترة المحددة وسأل عابر سبيل عن رأيه بجمالية الانتخابات وحلاوتها، فتبين أن هذا العابر هو مدير ذلك المركز الانتخابي عن رأيه، فأجابه قائلا: "مركزنا مسجل فيه 1800 مصوت بينما انتخب 400 فقط" ثم وجده السؤال ذاته بعدها إلى مدير مركز آخر فأجابه: "إن مركزنا مخصص لـ 2700 ناخب، حضر منهم فقط 600 حتى ساعة الإغلاق" ثم وجه سؤاله إلى ثالث، فطرده!

ومع ذلك ادعت الشرقية أن تصويت الأنبار فاق 90% وحققت فيه قائمة علاوي فوزا سحاقيا.

وأخيرا زفت الشرقية خبرا عاجلا هائل الخطوة يقول: "القائمة العراقية تكتسح المحافظات، ونوابها ومؤيدوها يخرجون إلى الشوارع محتفلين، والدكتور أياد علاوي سيلقي كلمة إلى شعب العراق بعد قليل بهذه المناسبة".

وكررت الخبر عدة مرات ليجتمع أكبر عدد من المتلقين إلى شاشة التلفاز (مكرا من سبحانه وتعالى كما يبدو)، وجاءت اللحظة المرتقبة جماهيريا وظهر علاوي وعلامات الشرود بادية على جهرته فشكر المؤيدين أولا ثم أعلن بحزن قائلا: "نحن ننتقد الأسلوب الذي اتبعه القائمون على الاقتراع ونطالب بتحقيق برلماني واسع يشمل جميع مسؤولي المفوضية المستقلة للانتخابات. لأن النتائج ستزوّر حتما!"

ويا للهزيمة، ويا لخسرانك وفضيحتك يا دكتور بزاز!

ولا يهم إن كانت الهزيمة بسبب تزوير، أو لكون علاوي واحد من عملاء فهم أن حصته من كعكة النواب لا تتجاوز حجمه بينهم. إنما قد انهارت تزويقات الشرقية لهذا العضروط وجماعاته. خصوصا وقد اثبت هذا الانهيار إعلان مفوظية الانتخابات عزمها على مقاضاة علاوي، ثم إعلانها: "لا يزال أمام المفوضية عمل ضخم قبل الإعلان عن النتائج الرسمية. وأن فرز الأصوات من المتوقع أن لا يتم قبل الثامن عشر من الشهر الجاري".

وهكذا ليس سقطت الشرقية مهنيا وحسب، بل وسقط دلوعها عليوي، وستجري محاكمته أو سيرفع سيف المحاكمة بوجهه كلما قال آه!



وعموما سنعيش تبعات هذه اللعبة الإجرامية.

أما نتائج هذه التي تسمى انتخابات فقد ظهر أولها وأجلاها وهو أن فضائية "الشرقية" سقطت مهنيا فصارت عينة لمضمون المثل العراقي الدارج "مثل بالع الموس، إن حكى جرحه وإن سكت قتله الكمد".





----------------------

1 – http://international.daralhayat.com/internationalarticle/60545

http://www.iraqcenter.net/vb/49350-page2.html

http://www.khoranat-alqosh.com/vb/showthread.php?p=58905

http://www.malware-site.www/modules/news/article.php?storyid=28635

2 – http://www.shenaar.net/index.php?option=com_content&view=article&id=5731:--593-------&catid=2:2009-03-16-23-09-15&Itemid=4

3 – http://sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=61170

4 – http://www.tahayati.com/Research/446.htm

http://www.tahayati.com/Research/446.htm

http://www.albasrah.net/ar_articles_2008/0408/saqr_160408.htm

5 – http://www.alnoor.se/article.asp?id=233

6 – http://www.burathanews.com/

7 – http://www.aljazeera.net/NR/exeres/C6906D7A-86AF-4EEF-BC30-263B50CF9D4E.htm

8 – http://www.malware-site.www/modules/news/article.php?storyid=34712
مدير الموقع
مدير الموقع
Admin
Admin

المساهمات : 51
تاريخ التسجيل : 12/03/2010

https://allkader.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى