برنامج كاذب على العصر والعسكري المأجور نحلاوي بقلم : الناصر صلاح الدين

برنامج كاذب على العصر والعسكري المأجور نحلاوي

بقلم : الناصر صلاح الدين

لا أعرف إن كان المدعو عبد الكريم نحلاوي وهو عسكري انقلابي مأجور يعي تماماً أن ما قاله في حلقة اليوم في برنامج " كاذب على العصر " الذي يعده الإعلامي أحمد منصور من أنه كان ضد سياسة عبد الناصر ليس في سورية فحسب بل في لبنان والعراق واليمن والجزائر حيث دعم عبد الناصر " الفتن والثورات فيها " واصفاً دوره بالفاشل .... أن ما قاله هو شهادة خيانة قومية ووطنية بعظمة لسانه !
لعل هذا التصريح الجلي الواضح يفصح تماماً و " بعظمة اللسان " عمن حركوا العسكري المأجور عبد الكريم نحلاوي ، و يغني عن الوثائق التاريخية التي تثبت أن انقلاب الانفصال مشدودة خيوطه إلى عواصم الرجعية العميلة تنتهي كلها في تل أبيب .
والذي يشير إليهم بلا تردد أو طول تفكير أي فلاح أو راع أو حرفي في طول سورية وعرضها بأنهم عملاء الاستعمار والرجعية التي استرجعت مؤخرا دورها القديم وسلمت العراق وشعبه للغزو الأمريكي ، وتتآمر على مقاومة العراق ولبنان وفلسطين .
فإن كانت زلة لسان فهي تفصح عما في النفس ،وإن كانت صراحة فاقعة، فهي خرجت من لسانه ، وهذا اعترف مهم ، وهذه الجملة تنسف بالطبع كل الأكاذيب والتخرصات التي لم يعقب عليها أحمد منصور بتاتاً ، من أن الانقلاب كان من أجل الوحدة وتصحيح مسارها وإلى ما هنالك من الترهات .
نحلاوي يعتبر أن ثورة اليمن وعدن على الاحتلال البريطاني هي فتنة مرفوضة وفاشلة وثورة الجزائر على الاستعمار الفرنسي التي أدت إلى التحرير بعد 130 سنة إذلال هي عمل فاشل ، وثورة الشعب على حكم كميل شمعون الذي استنجد بالمارينز هو فتنة وعمل فاشل ، وتحريض عبد الناصر العرب للثورة على الاستعمار هو فتنة ودعم الجمهوريين في اليمن ضد حكم الإمامة الظلامي هو فتنة ، ودعم القوميين في العراق في مواجهة من يريد سلخ العراق عن أمته العربية هو فتنة .
و لا غرابة إذن أن يكون تحرير البلدان العربية من الاستعمار هو عمل فاشل لمن يفخر بأنه قاد انقلاباً لفصل بلدين عربيين في طليعة داعمي الثورات في وجه الاستعمار .

وإن كان طبيعياً أن يصدر هذا الكلام عن انفصالي مأجور ، فإنه من الغير الطبيعي أن يتراقص معد ومذيع البرنامج فرحاً مع كل إساءة يوجهها نحلاوي للرئيس جمال عبد الناصر .
وبكل الأحوال للتاريخ منطقه ومسيرة الأحداث رفضت أن يكون هزيلاً كهذا العسكري حاكماً لسورية وهو نفسه راعه أن يقول له المشير عبد الحكيم عامر "أنت حاكم سورية" فصغاره ظهر في تلك اللحظة ، وهو المشغول بطعن الوحدة المصلحة العربية الأسمى ، وترداد حكايات تخجل نساء دمشق (في عصر حريم أواخر العهد العثماني ) من طق الحنك بها ، من أن ضابطاً مصرياً أقام علاقة مع فتاة دمشقية مما آثار حفيظة الضباط الدمشقيين فأثاروا لغطاً حوله فاستجاب لهم المشير عامر وقام بنقله إلى حلب فأقام هناك علاقة مع فتاة حلبية ، وهكذا من هذه القصص التافهة العنصرية .
هل كانت مهمة العقيد أركان حرب هي حفظ فروج النساء أم الدفاع عن الوطن والالتزام بالشرعية التي جاءت بإرادة الشعب وعبر استفتاء نزيه وكلمة نعم للوحدة وللرئيس عبد الناصر أطلقتها كالتسونامي الأغلبية الساحقة من السوريين ؟

زلة لسان أخرى تفصح عن الجذر الإقليمي التقسيمي لدى هذا الدعي بقوله " ولم تكن حلب واللاذقية قرروا الانضمام لسورية " . وهو يقصد أن جماعة اللاذقية وحلب قرروا الانضمام للانقلاب .
يبدو أن هذا الدعي كان لا يزال مسكوناً بدولة دمشق التي أنشاها الاستعمار الغربي على أنقاض الأقاليم العربية في السلطنة العثمانية.
وهو يعتقد أن انضمام قطعات عسكرية لجيش وطني في محافظات بعيدة عن العاصمة هو انضمام لدولة على اعتبار أن اللاذقية وحلب هما في دولة أخرى .
ليس غريباً أن يأتي عسكري مأجور كالنحلاوي ليتابع غيه و " الغي " مصطلح أثير عند هذا المأجور في وصف سياسة عبد الناصر ، ويا لروعة غي عبد الناصر الذي يجامل عنصريين يمفصلون قضية علاقة جنسية بين ضابط وبين فتاة من مدينتهم فقط لكونه مصرياً ، ويقوم بنقل الضابط مراعاة لمشاعر من في قلوبهم مرض .
لكن الغريب أن يمر ذلك التصريح حول سياسة ناصر الفاشلة في التحريض على الثورة ضد الاستعمار دون تعقيب من أحمد منصور الذي يتراقص بفرح صبياني مع كل جملة فيها انتقاص من عبد الناصر ومن ثورة تموز - يوليو التي يكن لها منصور حقداً لا يوصف بالصدفة فقط هو نفس الحقد الذي يكنه الصهاينة والإمبرياليون للوحدة وللبطل الذي كان رمزها .
أستغرب أن تعطي قناة محترمة كالجزيرة ساعات طويلة من بثها لثرثرة أين منها ثرثرة نسوان عصر الحريم ، ساعات يستغلها إعلامي غير مهني ولا يحترم مشاهديه للترويج لأحقاده الشخصية على أعظم قائد عرفه العرب في عصرهم الحديث في حين كان سيكبر هذا الصغير لو أنه ركز جهده على نقد حصيف يمكن هذه الأمة من تجاوز أخطاء الماضي .
قبل يومين استضاف أحمد منصور في بلا حدود عمار الحكيم زعيم ما يسمى بالمجلس الإسلامي الأعلى في العراق وتفنن منصور في إحراجه واستنطاقه بما يدينه، لكنه في حلقات " كاذب على العصر " تفنن في مداهنة نحلاوي وملاطفته واستنطاقه بما يدين عبد الناصر .
إن حقد أحمد منصور مع انعدام المهنية يجعل أفضل عنوان لبرنامجه هذا على الجزيرة هو كاذب على العصر أو شاهد على عصر الحريم .

موضوع شيق و جميل الف شكر

مشكور اخ باسل على المواضيع المميّزه والى الامام

الرفاق الأعزاء
شكراً لإطرائكم أشعرتموني بالخجل

لماذا لا نناقش الأفكار الواردة
أيضاً ؟

الرفيق مدير الموقع
لم يظهر تعليقي
هل يحتاج
إلى فيزا
هل نصبت حدود عربية في الموقع ؟؟